

تم السماح للمهر هانيبال بالبقاء مع أمه لعدم التأثير في بناء العلاقة بينهما ولكن كان على هانيبال الصغير ارتداء كمامة جلدية في الأربع وعشرين ساعة الأولى لمنعه من الرضاعة!وبالرغم من تعطشه للرضاعة إلا أن الأطباء البيطريين عرفوا ان اللبأ أو الحليب الأول (السرسوب) سوف يقتله! ولهذا السبب توجب على هانيبال الصغير قضاء يومه الأول من حياته مرتدياً كمامة جلدية. ومن هنا جاء إسم هانيبال نسبة إلى اسم الشخصية التي أداها أنتوني هوبكنز في فيلم الرعب الشهير صمت الحملان.
تم نزع الكمامة فقط لإرضاعه بانتظام بحليب فرس أخرى أكثر ملائمة له من حليب أمه، بينما يتم حلب أمه كل ساعة والتخلص من حليبها القاتل قبل أن يتم السماح لهانيبال بالرضاعة منها بأمان بعد مضي الأربع وعشرين ساعة الأولى. يعد حليب الأم عادة هو الخيار الأفضل لطفلها خاصة عندما يمتلك هذا الصغير أربعة أرجل ويزن حوالي خمسة و أربعين كيلو جراماً وقد ولد جائعاً. وبالرغم من ذلك في بعض حالات الخيول يمكن أن يكون حليب الأم ساماً، يؤدي إلى مرض المهر بل إلى موته إذا لم يتم تشخيص المشكلة بشكل صحيح.

تم تجنيب صديقنا الصغير هانيبال هذا المصير فقط لأن الأطباء البيطريين في مختبر إنتاج الخيول بجامعة ولاية كولورادو استخدموا اختباراً بسيطاً لمعرفة ما إذا كان هانيبال في خطر. يعد انحلال الصفائح الدموية للأمهار حديثي الولادة والمعروف ايضاً بمتلازمة اليرقان عند الأمهار، يعد مرضاً نادراً يصاب به المهر إذا كان لدى الفرس الأم أجسام مضادة ضد نوع خلايا الدم الحمراء عند المهر الوليد.يولد المهر هنا طبيعياً تماماً حتى يبدأ برضاعة اللبأ أو السرسوب والذي يحتوي على الأجسام المضادة لخلايا دمه الحمراء تحديداًفلا يمكن أن يحدث ذلك إذا ما كان للمهر نفس فصيلة دم الأم، ولكن إذا ما ورث فصيلة دم أبيه وفقط إذا ما كانت الأجسام المضادة عند الأم موجهة ضد هذه الفصيلة بالتحديد ومن هنا تأتي ندرة حدوث هذه الحالة.تكون هذه الأجسام المضادة كامنة في اللبأ أو السرسوب وبمجرد أن يرضعه المهر المعرض للخطر حتى تبدأ الأجسام المضادة بمهاجمة خلايا دمه الحمراء.
يقول دكتور باتريك ماكو، أخصائي تناسليات الخيول في المستشفى البيطري التعليمي بجامعة ولاية كولورادو، يقول أن عينة من دم الفرس الأم لهانيبال قد أظهرت وجود أجسام مضادة تعمل ضد فصيلة الدم Aa.وتتكون هذه الأجسام المضادة تحديداً لدى الفرس عند تعرض الجهاز المناعي لها لخلايا دم حمراء أجنبية عن طريق تسرب مشيمي خلال فترة حمل سابقة أو أثناء ولادة سابقة أو أنها في مرحلة ما قد تم علاجها بنقل دم أو منتجات مستخلصة من الدم كالصفائح الدموية أو البلازما أو غيرها.في الحالات الطبيعية تمتص أمعاء المهر الأجسام المضادة الضرورية لها والموجودة في اللبأ أو السرسوب خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى بعد الولادة، والذي يعد أمراً مهماً للغاية حيث أن الامهار لا تولد بأجسام مضادة تحميها من مختلف الكائنات المعدية التي تتعرض لها منذ الولادة.
الامهار وغيرها من مواليد الحيوانات الكبيرة تعتمد في ذلك على الأجسام المضادة التي تحصل عليها من اللبأ عند الرضاعة فيما يسمى بعملية الانتقال السلبي للمناعة. أما في حالة احتواء اللبأ على أجسام مضادة تعمل ضد فصيلة دم المولود، عندها تقوم بمهاجمة خلايا الدم الحمراء للمولود وتدميرها مما يؤدي إلى فقر الدم الحاد.
أضاف ماكو أنهم في حالة هانيبال قاموا بجمع عينة دم منه فور ولادته وتعريضها معملياً لعينة من لبأ الأم، الاختبار الذي أظهر وجود تفاعل إيجابي ضد خلايا الدم وبالتالي منعه من الرضاعة. تظهر أعراض الإصابة بانحلال الصفائح الدموية مثل اليرقان، الضعف، زيادة معدل التنفس أو تلون البول باللون الأحمر، تبدأ هذه الأعراض بالظهور في غضون أربع وعشرين إلى إثنان وسبعين ساعة بعد تناول اللبأ السام. لتموت الامهار المصابة في نهاية الأمر إذا لم يتم العلاج.بعد أن ترك هانيبال مع أمه مرتدياً الكمامة لتكوين العلاقة الطبيعية بين الفرس والمهر وبعد إرضاعه بلبأ من فرس أخرى ثم التأكد من خلوه من الأجسام المضادة لخلايا الدم ليوفر الحماية المناعية التي يحتاجها للبقاء حتى يبدأ نظامه المناعي بالعمل وبعد التخلص من لبأ الفرس الأم عن طريق الحلب اليدوي، يقول ماكو بعد ذلك وبعد مضي أربع وعشرين ساعة لم يبقى لدى الأم أياً من اللبأ السام وبذلك لم تعد رضاعة هانيبال من أمه تمثل خطراً عليه، ولحسن الحظ لم تتأثر رابطة هانيبال بأمه وبمجرد إزالة الكمامة بدأ صديقنا الصغير في الرضاعة من أمه بنهم ليعود كلاهما إلى المنزل بصحة جيدة بعد خمسة أيام من المتابعة بعد الولادة.يضيف الدكتور باتريك ماكو أن الدرس المستفاد من هذه الحالة لأصحاب الخيول هو أن انحلال الصفائح الدموية هو حالة تهدد حياة الأمهار حديثي الولادة يمكن تجنبها بسهولة عن طريق الفحص المسبق لدم الفرس وعند اكتشاف وجود مشكلة محتملة يتم فحص عينة من دم المهر فور ولادته لتحديد ما إذا كان اللبأ أو السرسوب الداعم للحياة والمصمم بشكل مبدع خصيصاً لحماية المهر من الأمراض المعدية، لتحديد ما إذا كان هو المنقذ في هذه الحالة أم القاتل.
the HORSE المصدر:
ترجمة فريق ترجمة موقع و تطبيق صهايل الصور المرفقة لصديقنا الصغير هانيبال من موقع جامعة ولاية كولورادو.
Add Comment